الجمعة، 28 مايو 2010

عـنـه في حضرة ولاد البلد !

(الراية البيضا) ، (أرابيسك) ، (زيزينيا)

منذ أكثر من خمسة عشر عامًا كنت أشاهد هذه المسلسلات دون أن أعرف من هو كاتبها ، ولم أكن أكترث من الأساس ، فهي جيدة وكفى ، وأستمتع وأنا أشاهدها .
وبعد أن بدأ الوعي المراهق في التشكل ، بدأت أهتم ، فإذا بي أجد أن المسلسلات التي أحبها مؤلفها شخص واحد !
وفهمت من أين أتت هذه الروح المليئة بالشغف التي تطل من العمل التيلفزيوني بأبطاله وأحداثه على الرغم من إختلاف المخرجين للأعمال الثلاثة !
والقاسم المشترك بين الأعمال السابقة هم الأبطال ، أبناء الحي الشعبي بجدعنتهم ومروءتهم ، والعلاقات المتشابكة بينهم جميعا، فلكل منهم ملامح مميزة ، منحوتة ببراعة ، يبرزها الإختلاف القائم بينهم -وهي طبيعة البشر على كل حال- حتى السيئون منهم كانت لهم ملامح مميزة جديرة بالإعجاب ، ليسوا شخصيات أحادية مسطحة ، بل يحملون تضادات وتناقضات الإنسان العادي جدا وغير العادي الجدير بمراقبته والكتابة عنه في نفس الوقت !
(حسن أرابيسك) ، (فضة المعداوي) ، (حسني) ، (بشر عامر عبد الظاهر) ، (مصطفى بطاطا) ، (نعيمة) ، (رمضان الخضري) ، (مفيد أبو الغار) ، (عزوز أبو شامة)، (توحيدة) ، (الأسطى عمارة) .
وكانت الإسكندرية هي مركز العالم ! ، عرفنا - نحن غير المقيمين فيها - عن أحياءها الشعبية التي تضج بالحياة وبالبشر الحقيقين الموجودين أمامنا دائما ولكننا لا نراهم ، حتى وإن لم تكن المدينة التي تدور فيها الأحداث ، فلابد أن يسافر أحد إليها ويعود .
والحارة الشعبية (خان دويدار) في (أرابيسك) التي تعود عليها القاريء بل والمشاهد أيضا من (نجيب محفوظ ) ولكنها هنا ظهرت بشكل مختلف أقرب للحقيقة ، فليس فيها إسقاط ما ، بل تم التعامل معها على أنها حارة عادية جدا ، لها قوانين خاصة بها ، ما يحدث فيها لا يخرج عنها ، وما يحدث خارجها لا يجوز أن يحدث داخلها !
ربما أتحدث عن أحد أعماله في تدوينات أخرى ، ولكنني اليوم إخترت منها ما يخصني ، وأرى أنها أنضج أعماله وأهمها في رأيي .
وفي النهاية،رحم الله الكاتب الكبير (أسامة أنور عكاشة) .

هناك تعليقان (2):

Ahmed Shokeir يقول...

عن نفسي أجد مسلسل أرابيسك .. حالة خاصة جدا عندي تثير حالة كبيرة من التعايش والتأمل والحب .. وكانت حالة إبداعية خاصة لم تكرر بنفس سردها في حكاويه الأخرى

رحمه الله

مصطفى عبدربــه يقول...

حالة غير عادية من الحب والشهامة والاحتواء

مشهد حسن أرابيسك وهو جالس في الشباك مازال عالق في ذهني

وإلى الآن كلمات مشهد النهاية بين وفائي وبرهان صدقي في الزنزانة ترن في أذني ، وهو يوضح له معنى كلمة ( مستغرب )

هو مسلسل رائع بحق وأنا عاكف على تحميله الآن

تحياتي