الخميس، 27 مايو 2010

في ( ماكوندو ) مع ( ميلكيادس ) و ( خوسيه أركاديو ) و ( أورسولا ) !



لست بصدد الحديث عن الرواية ، فهي عالم غريب متكامل لا تُعَرَف إلا بذاتها ، ولا يمكن أن تُكتَشَف عوالمها إلا بقراءتها ، فقد صنع ( ماركيز ) عالمًا جديدًا خاصًا به ، (ماكوندو) -القرية التي تدور فيها الأحداث -، و شخصيات الرواية بطباعهم الغريبة وإنسانيتهم، وكان من البديهي أن تحمل الرواية وقائع وأحداث مشابهة لغرابة أبطالها .

(مئة عام من العزلة) كتبها (ماركيز Marquez ) عام 1965 في (المكسيك) ونشرت بعد ذلك بعامين في الأرجنتين ، ولم تزل إلى الآن من أكثر الروايات مبيعًا حول العالم وترجمت إلى ثلاثين لغة أو يزيد .

تمتد الرواية على مدار 10 عقود وتحكي عن (آل بوين ديا) بداية من (خوسيه أركاديو بوين ديا) وزوجته (أورسولا) -وكانا أول من وصلا  إلى القرية المعزولة خلف الجبال مع فوج من النازحين-، حتى آخر فرد في العائلة على مدى ستة أجيال متعاقبة ، والملاحَظ أن ماركيز يخاف على أبطاله من الموت ويجعلهم يعيشون أعمارًا طوالا !
تلقي الرواية الضوء على أحداث مهمة في تاريخ أمريكا اللاتينية والعالم من خلال معادلات موضوعية واضحة أحيانا وغامضة أحيانا أخرى ، وأهم ما تطرحه الأحداث أن أمريكا اللاتينية هي الفِناء الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تستغل شركات زراعة الموز العمال اللاتينين ، وأيضًا رحلة الإنسان نحو المجهول ليبحث عن ذاته مثلما فعل الكولونيل (أورليانو بوين ديا) ، والصراع بين التقليدية والحداثة وأيهما أولى بالسيطرة على الواقع المُعاش ، والجدل بين الدين والعلم ، وكان العلمُ مجسدًا في شخصية الغجري (ملكيادس) الذي ترك لهم أوراقه المكتوبة بلغة غير مفهومة أقرب للشفرة ومع الوصول إلى معنى المكتوب في اللفائف كان مشهد النهاية القاسي والرائع برغم ذلك !

للرواية نسختان عربيتان ، الأشهر نسخة دار المدى ترجمة (صالح علماني) ، والثانية طبعة مكتبة الأسرة ترجمة (سليمان العطار) ، قرأتها بالترجمة الثانية وهي ترجمة جيدة في رأيي ، وعلى كل الأحوال الرواية مهمة وجديرة بالقراءة بأي من النسختين المترجمتين .
 

ليست هناك تعليقات: