الثلاثاء، 16 مارس 2010

ومازال وقتُ الخريفِ بعيدا !


شتائيةٌ خُطوتي
والرياحُ تنسقُ روحي لما سوف يأتي..
تداعبني و تعابثُ جمرَ اللفافةْ !
طريقٌ تخلَّي عن السائرينَ
ليفردَني بالحنينِ ،
ويفتحُ للوجدِ قلبي
لكي أستضيفَهْ !
شتائيةٌ خطوتي
يا صديقة ُ
لمـَّا تجلَّيتِ في الليلِ
حين التقينا على مفرقٍ صدفة ً..
سألتُ عن الحالِ والأهلِ والأصدقاءِ ؛
فأخبرتني
عن اليومِ بعدَ انتهاءِ الدراسةِ ،
عن خطبةِ الأختِ ،
عن حالكِ المستقرِّ ..،
وقلتُ عن المللِّ المستمرِّ ،
وعن وحدتي ،
عن الشعرِ
كيف يضيءُ جراحي
ولم أنسها !
تساءلتِ: ما بي ؟!
ولم تدركِ الأمرَ بعدُ..
تعللتُ لا شيءَ ، إني وحيدٌ فقط !
وكدتُ أقولُ :
وحيدٌ أنا وكذلِكَ أنتِ !!
فهل ترتضينَ لنا
أن نظلَّ وحيدينِ
في أولِ العمرِ
رغم ارتحالِ الفراشِ
ورغم اتساعِ الندى ؟!
رحلتِ على موعدٍ باللقاءِ قريبا..
فهل أطلبُ الرقْمَ منكِ
لكي أطمئنَ على الموعدِ؟!
لكي أستبيحَ من الليلِ جزءًا
فأحكي
عن الغربةِ المستبدةِ ملءَ دمي،
وعن عطرِكِ اليومَ وهْو يضيءُ بقلبي ،
وعن معطفٍ ضيقٍ
يستثيرُ التنهدَ فيّ ..
وتحكين عن ما تشائين..
عن همهماتِ الحَمامِ
يناجي الملائكةَ الصاعدينَ !
وعن جرحِكِ الساكنِ المتشعِّبِ في الروحِ
حين يحرِّكُـهُ شجنٌ في الكمانِ !..
سنهربُ نحو الشوارعِ والشمسِ
نحو البعيدِ الذي لا نراهُ !
وإن أوجعتنا غيومُ الخريفِ
ذهبنا إلى أيِّ مقهىً
تعوَّدَ ألا يرى عاشِقَينِ
فتبكين حين ترينَ الرياحَ
تهزُّ الغصونَ وراءَ الزجاجِ
ونحن على دفئنا هاهنا !
أراكِ..
ولكنني أتمهلُ
حتي يشفَّ بكِ الحزنُ أكثرَ..
أنسى يديَّ على راحتيكِ ؛
فتلتفتين إليَّ ..
أقولُ كلامًا
سيأتي على الرغمِ مني
ولكنه يتحملُ معنىً وحيدا !
رحلتِ على موعدٍ باللقاءِ قريبًا
ومازالتِ الريحُ تدخلُ قلبي
وتنكأُ روحي
ومازال وقتُ الخريفِ بعيدا
ومازلتُ أبحثُ عن أيِّ مقهىً
يرانا معًا
ولكننا سنكونُ
فرادى !

هناك تعليقان (2):

آخر أيام الخريف يقول...

روعة يا مصطفى كالعادة...

انت كنت فين؟؟؟ اختفيت انت و المدونة مرة واحدة...كنت بدخل الاقى رسالة:لم يتم العثور على المدونة

مصطفى عبدربــه يقول...

كانت فترة غياب طويلة عن المدونة بسبب مشاغل الحياة !

أشكرك على اهتمامك ، والحمد لله ان القصيدة عجبتك

وانتظري الجديد قريب جدا

تحياتي

:)